• 2021-10-17

مسك الختام

الكتب الورقية VS. جهاز الكيندل

سأبدأ بخاتمة المقال في البداية ... " لا يمكن لجهاز الكيندل أن يحل محل الكتب الورقية بأي حال من الأحوال"
والآن سأبدأ بالمقدمة، باختصار جهاز الكيندل "kindle" هو جهاز إلكتروني لوحي أطلقته شركة "أمازون" مخصص للقراءة فقط ... بحجم ثابت تقريبًا أكبر من حجم كف اليد بقليل ... يعتمد في عرض الكتب على تقنية "الحبر الإلكتروني" وهي تقنية مريحة للعين تستخدم اللونين الأبيض والأسود لعرض الصفحة ... ويمكن الحصول على الكتب باللغتين العربية والإنجليزية إما عن طريق شراء الكتب الإلكترونية من متجر الكيندل أو من خلال تنزيل الكتب بصيغة PDF على الجهاز (ستجدون تفصيل بمميزاته على موقع "الويكيبيديا).
الشاهد في الموضوع أن القارئ المخضرم إذا ما فكر في اقتناء جهاز "الكيندل" سيمرّ بمراحل الحزن الخمسة: الإنكار، والغضب، والمساومة، والاكتئاب، والتقبل. أولًا وبالطبع سينكر حاجته إلى جهاز "الكيندل" في وجود مكتبته الورقية العزيزة، ومن ثم سيغضب إذا ما تبادرت الحاجة إلى "الكيندل" لسبب السفر أو الانتقال، ومن ثم سيساوم ويفاوض على مدى وجدوى الـ "الكيندل" إذا ما قارنه بالكتب الورقية، وربما يكتئب قليلًا إذا ما وجد أن حقيقة اقتناء الـ "الكيندل" أمست حتمية، وأخيرًا سيتقبل "الكيندل" وربما يعامله معاملة الهاتف النقال بأخذه إلى كل مكان معه ... بالطبع تتفاوت المدة الزمنية لكل مرحلة حسب الشخص وظروفه ... فعلى سبيل المثال أبي الحبيب لا يزال في مرحلة "الإنكار" من شهر أبريل تقريبًا ... أما أنا فقد مررت بهذه المراحل بصورة سريعة جدًا في أقل من شهر... والمثير للريبة بأني أنهيت دورة هذه المراحل والتي كانت من المفترض أن تنتهي عند التقبل لأبدء الدورة مع الإنكار من جديد!
إذًا كما ذكرت بأنه " لا يمكن لجهاز الكيندل أن يحل محل الكتب الورقية بأي حال من الأحوال" فلا شيء ممكن أن يعوض عن جمال وفتنة منظر رفوف المكتبة في المنزل أو ملمس ورائحة الكتب ... ولا شعور ممكن أن يُقارن مع شعور شراء الكتب من معارض الكتاب أو المكتبات أو حتى شعور ترقب وانتظار شحنة الكتب التي تم طلبها إلكترونيًا ... ولا حبر إلكتروني ممكن أن يعوض عن متعة تظليل الفقرات وكتابة الهوامش والرجوع إليها لاحقًا.
لكن ... لكن ... مع ذلك يُحسب لجهاز "الكيندل" بشكل رئيسي أنه يساهم في رفع معدل سرعة القراءة للأسباب الآتية:
1- وفرة وسهولة:
بالرغم من وجود الكتب الإلكترونية التي يمكن شراءها من متجر "كندل" إلا أنها محدودة باللغة العربية، لذا فبغض النظر عن الجدل الدائر عن شرعية الكتب التي تم تحويلها إلى صيغة الـ PDF والمتاحة للتحميل بطرق سهلة للغاية، فإن عدد وتنوع هذه الكتب باللغة العربية هائل جدًا على الانترنت، وتكاد أن تتمكن من تحميل أي كتاب أو مجلد ترغب فيه مجانًا بضغطة زر واحدة.
2- خفة وسرعة:
ولأن الجهاز خفيف للغاية، فحمله أينما حللت وارتحلت ليس بالعبء أبدًا، داخل المنزل أم في خارج المنزل في فهو يتسع في داخل الحقيبة أو الجيب، وبالتالي سيمكنك من مواصلة القراءة بصورة مستمرة.
3- قوة ووضوح:
بطارية الجهاز قد تستمر دون شحن من أسبوعين إلى شهر! لذلك لن يتحتم عليك القلق بشأن الشحن بعد الآن، كما أن شاشة الجهاز مريحة للعين لأن انبعاث الضوء فيها منخفض مما يمكنك من القراءة براحة ووضوح في الظلام الدامس أو في ضوء الشمس الساطع.
ختامًا ... لا يمكن لجهاز الكيندل أن يحل محل الكتب الورقية بأي حال من الأحوال ... لكنه جليس نافع وصديق وفيَ وضيف خفيف.